كيف تفهم الاخرين
كيف يمكننا أن نفهم الناس ونحسن عشرتهم وكيف نتحبب اليهم ونجذبهم الينا وكيف يمكننا اقناع الغير بآرائنا وأفكارنا
قال (جونروكفلر) : أن المقدره علي معامله الناس كالبضاعه يمكن ان تشتري فاني علي استعداد لشرائها بأكثر مما أشتري أي شيء آخر
كانت هذه مقدمه لكتاب اعجبني للكاتب (دايل كارنيجي ) واسم الكتاب (كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر في الناس )
في مقدمه هذا الكتاب كتب المؤلف :لقد أثر عن العالم النفساني (وليم جيمس) قوله :لو أننا قارنا بين الناس أنفسنا كما كما هي وكما يجب أن تكون عليه لوجدنا أننا أنصاف أحياء ذلك بأننا لا نستخدم الا جزءا يسيرا من مواردنا الجنسيه والذهنيه او بمعني آخر : أن الفرد منا يعيش في نطاق ضيق محدود يصطنعه داخل حدود الطبيعه فهو يملك قوي مختلفه الانواع ولكنه يخفق بحكم العاده في استخدامها
هذه القوي التي تخفق بحكم العاده في استخدامها هي التي وضع هذا الكتاب من اجلها كي يساعدك علي اكتشافها وانمائها والانتفاع بها
الكتاب مكون من سته أجزاء
1- الجزء الأول : الأسس الفنيه في معامله الناس
2-الجزء الثاني :ست طرق لكي تحبب الناس اليك
3-الجزء الثالث :اثنتا عشر طريقه لكي تجتذب الناس الي وجهه نظرك
4-الجزء الرابع :تسع طرق لكي تملك زمام الناس دون أن تسيء اليهم أو تستبد عنادهم
5- الجزء الخامس : رسائل أتت بنتائج كالمعجزات
6- الجزء السادس : سبع قواعد لكي تسعد حياتك الزوجيه
وو ردت ترجمة هذا الكتاب في عدة اما كن وقد حاولت ان تكون شاملة بقدر الامكان وان الخص اجزاء الكتاب بالشكل الجيد
وسوف اتناول في كل مرة جزء من اجزاء الكتاب بحيث اعطي المجال لتكوين فكرة كاملة عن محتوة كل جزء وان شاء الله ان يعينني ان يكون الموضوع مناسب ويعجب الاخوة الزوار والاعضاء.....................
.................................................. .........الجزء الاول
.....................الفصل الاول
لكي تجني العسل لاتحطم خليه النحل
في هذا الفصل يعتمد المؤلف علي ما يعتقده الفرد الذي لا يختلف عليه المجتمع مثلا بانه فاسد ونظرته لنفسه وقد جاء بامثله كثيره ساكتفي بواحده
في السابع من شهر مايو عام1931 اعتقل في مدينه نييورك سفاح طاغيه لم تشهد المدينه منذ نشأتها مجرما في مثل عتوه وجبروته : ذلك هو كرولي ذو المسدسين القاتل الذي لم يدخن ابدا ولم يشرب الخمر قط
وعندما اعتقل كرولي صرح قائد الشرطه بقوله : أن ذا المسدسين من أخطر المجرمين الذين عرفتهم نيويورك لقد كان يقتل لمجرد قذفه بريشه طائر
ولكن كيف كان كرولي ينظر الي نفسه ؟!
قال :ان بين جوانحي قلبا محيرا ولكنه رحيم قلبا لا يحمل ضغينه الي أحد ولا يبغي شرا لمخلوق
وقد حكم عيله بالاعدام بالكرسي الكهربائي فلما جيء به في غرفه الاعدام في سجن (سنج سنج ) لم يقل : هذا جزائي علي ما سفكت من دماء بريئه وانما قال : هذا جزائي عن دفاعي عن نفسي
وقد جرت بيني وبين (لويس ) مدير سجن (سنج سنج ) -والكلام للمؤلف- مرسلات طريفه في هذا الشأن فكتب يقول لي :قل أن تجد بين المجرمين من ينظر الي نفسه كشرير أثيم ان نظره نزلاء السجون الي انفسهم لا تقل شيئا عن نظرتك الي نفسك وهم يستعينون بمنطقهم الخاص في تبرير جرائمهم
فاذا كان هؤلاء القتله ومرتكبي الشرور بكل انواعها لا يلومون أنفسهم ابدا فكيف نتوقع من الناس (المحترمين ) الذين تتصل بهم أنت وأتصل بهم أن أن يقبلوا اللوم ؟
فاللوم عقيم لانه يضع المرء في موقف الدفاع عن نفسه ويحفز الي تبرير موقفه والذود عن كبريائه وعزته
هل في ذهنك الان شخص تريد من صميم قلبك أن تقوم طباعه وتهذب خلقه وتهديه سواء السبيل ؟
اذا كان الامر كذلك فهذه اريحيه تشكر عليها ولكن ...........لم لا تبدأ بنفسك أولا ؟
فمن وجهه النظر الغريزيه الاهتمام بالنفس أحب من الاهتمام بالغير وأقل خطرا كذلك ؟
قال (براوننج) : عندما تبدأ معركه المرء بينه وبين نفسه فهو عندئذ شخص يستحق الذكر
ما قولك في أن تخصص عاما كاملا -مثلا- لاتمام نقص نفسك وتصحيح عيوبها ؟
ولك بعد هذا أن تخصص الاعوام التاليه كلها لتقويم الناس وتهذيب خلقهم
ولكن أتمم نقص اولا
قال (كونفشيوس ): لا تتبرم بالجليد المتراكم علي عتبه جارك قبل أن تزيل ما تراكم علي عتبه دارك أولا
ينبغي أن تذكر في معاملتك للناس أنك لا تعامل أهل منطق بل أهل عواطف وشعور وأنفس حافله بالاهواء ملأي بالكبرياء والغرور واللوم شراره خطيره في وسعها ان تضطرم النار في وقود الكبرياء وأن تضرمها نارا قد تعجل بالموت احيانا
.................................................. .......الفصل الثاني
السر الأكبر في معامله الناس
ليس ثمه الا طريقه واحده تحمل بها شخصا علي أن يقبل علي عمل ما تلك هي ترغيب الشخص في هذا العمل
يقول العالم النفسي فرويد: ( ان تصرفات البشر جميعا تصدر عن قاعدتين اثنتين : الغريزه الجنسيه والرغبه في العظمه )
ويقول جون ديوي: ( أعمق دافع للانسان الي العمل هو الرغبه في ان يكون شيئا مذكورا
فهاكم رغبه انسانيه ملحه لا سبيل الي الشك في وجودها فمن وسعه أن يشبع تلك الرغبه فيمن يلقاهم من الناس جمع قلوبهم في راحتيه ودفع حتي بالحانوتي بالاسف علي موته
ورغبه الانسان ان يكون شيئا مذكورا من أهم الفروق المميزه للانسان عن الحيوان
وهي نفس الرغبه التي دفعت كاتبا صغيرا في محل تجاري لم ينل الا قسط ضئيل من التعليم الي ان يدرس كتب الفنون التي عثر عليها مصادفه في قاع برميل فارغ .........ولعلك سمعت بهذا الرجل ........انه ابراهام لنكولن
وهذه الرغبه نفسها هي التي اوحت الي ( تشالز ديكنز ) بتأليف رواياته الخالده وجعلت روكفلر أعني أغنياء العالم
نبئني كيف تشبع رغبتك في أن تكون شيئا مذكورا أنبئك أي الرجال أنت
أمثله من التاريخ
جون روكفلر : كان يشبع رغبته في ان يكون شيئا مذكورا بمنح الاموال الطائله لاقامه مستشفي في الصين يلقي فيه العلاج الالاف من الناس من غير وطنه أو جنسيته
جورج واشنطن : رغب في ان يلقب ب(صاحب المجد رئيس الولايات المتحده الامريكيه)
كريستوف كولمبس : - ( التمس لنفسه لقب (اميرال المحيط ونائب الملك في الهند )
كاترين العظيمه : كانت ترفض أن تفض أي خطاب لا يسبق اسمها فيه بعباره ( صاحبه الجلاله الامبراطوريه )
فيكتور هوجو: لم يكن يطمع في أقل من باريس نفسها لتسمي باسمه تخليدا لذكراه
مسز ماك كنلي :اضطرت زوجها الي التخلي عن مهام الرياسه واهمال شئون الدوله لكي يمكث بجوار مخدعها وهويتوسل اليها ان تنام وكانت تغذي رغبتها الملحه في ( الاحساس بالاهميه ) باصرارها علي أن يظل زوجها بجوارها وهي تعالج اسنانها
وأحسب أن بعض القراء وهم يقرأون هذه السطور سيحدثون أنفسهم ساخرين : (رياء - ونفاق - وتملق رخيص ! انها عمله زائفه لا تنطوي علي أحد - ليس علي الاذكياء علي الأقل )
وهؤلاء علي حق فالرياء والنفاق والتملق جميعا لا تحوز علي اذكياء الناس فهي ليست سوي أنانيه بغيضه صارخه بغض النظر عن هناك اناسا يغدون في حال الظمأ الي التقدير بحيث يعبون كل ما تقدم اليهم بلا تدبر ولا تمييز مثلهم مثل الضارب في البيداء لا يستنكف أن يجرع الماء الاسن ان هو وجده
بل حتي الملكه فيكتوريا خضعت للتملق واستجابت له اذ صرح دزرائيلي بأنه استخدمه بوفره في معاملته للملكه
فما هو الفرق اذن بين (التقدير ) وبين (التملق)؟
الامر بسيط الاول نقي خالص والثاني مغشوش الاول يصدر عن القلب والاخر يصدر عن اللسان الاول مجرد من الانانيه والثاني قطعه من الانانيه الاول مرغوب فيه من الجميع والاخر مغضوب عليه من الجميع
وقد شاهدت أخيرا تمثالا نصفيا للجنرال (او بريجون) في قصر (شابولتيك ) في مدينه (مكسيكو) فرأيت علي قاعده التمثال هذه الكلمات الحكيمه المنتقاه من فلسفته:
(لا تخش الاعداء الذين يهاجمونك ولكن اخش الاصدقاء الذين يتملقونك ) !
ولا أقترح عليكم التملق ابدا وانما ادعوكم الي اسلوب جديد في معامله الناس
والتملق هو : قولك للرجل ما يظنه في نفسه
وانما التقدير الذي اعنيه هو ما ينطبق عليه قول ( رالف والدوا ايمرسون ) كل انسان القاه يفضلني في شيء واحد علي الاقل فأنا أتعلم منه
فلنحاول اذن أن نعدد الصفات الطيبه في كل انسان نلقاه انس التملق وامنح تقديرك المخلص المنزه
كن مبذرا في مديحك ومسرفا في تقديرك يدخر كل الناس كلماتك ويذكرونها سنوات طوالا حتي بعد أن تنساها أنت
.................................................الفصل الثالث
(ان الذي يفعل هذا تنحاز الدنيا الي صفه اما الذي لا يفعله فسيسير طريقا طويلا بمفرده )
يقول (هاري أ اوفرستريت) في كتابه ( التأثير في التصرف الانساني )(Harry a .overstreet,(Infiueneing Human Behaviour)
كل نشاط انشائي مصدره رغبه متأصله في النفس ومن ثم فأفضل نصيحه للذين يشتغلون باقناع الناس سواء في العمل او في البيت او في المدرسه او في ميدان السياسه هي :اخلق اولا في نفس الشخص الاخر رغبه جامحه في أن يفعل ما تريد فان الذي يفعل هذا تنحاز الدنيا جميعا الي صفه أما الذي لا يفعله فيسير طريقا طويلا بفرده
واليكم نصيحه من أثمن ما قدم اليوم في فن العلاقات الانسانيه قال ( هنري فورد) : اذا كان هناك سر واحد للنجاح فذلك هو المقدره علي ادراك وجهه نظر الشخص الاخر والنظر الي الاشياء بالمنظار الذي ينظر به اليها
ولكن 90 بالمئه من الناس يتجاهلون هذه الحقيقه 90 بالمئه من الوقت
قال (اوين يونج ) مره : ان الرجل الذي يسعه ان يضع نفسه موضع الاخرين ويفهم عقلياتهم لا ينبغي ان يتولاه الاشفاق من المستقبل
لقد كان (لويد جورج) يفعل هذا سأله رجل يوما كيف وسعه أن يبقي في الحكم بينما تخلي عنه -أي عن الحكم ساسه الحرب العالميه الأولي جميعهم : ولسون -واوورلاندو-وكليمنصو؟ فأجاب بأن بقؤه في الحكم يعزي الي شيء واحد ذلك أنه يستطيع أن يلائم بين ما يضعه بالصناره وبين ما يريد السمك !
فلماذا تتكلم دائما عما تحب؟! بداهه أنت تحب ما تحب وسوف تحبه دائما ولكن محدثك لا يشاطرك هذا الحب واذن فالطريق الي التأثير في الشخص الأخر هي أن تحدثه فيما يحبه هو ويرغب فيه وأن تدله علي أن يفعل شيئافاذا كنت تريد أن تمنع ابنك مثلا عن التدخين فلا تتخذ موقف الواعظ ولا تحدثه فيما ترغب فيه أنت بل بين له كيف يعوقه التدخين عن كسب مباراه في الكره مثلا أو في سباق العدو وافعل هذا الشيء في معامله الأطفال
[center]منقول[center]