بعيداً عن الخطط العلمية و التربوية التي يتم وضعها سنوياً لتطوير المناهج الدراسية العربية و صولاً حتى الجامعية منها
و بغض النظر عن أسباب ذلك فإن مقارنة بسيطة بين مدة العام الدراسي في الدول العربية عموماً و بين مثيلاتها في اليابان و الولايات المتحدة و أوروبا و حتى بعض دول العالم النامي تثير العديد من علامات الإستفهام عن مدى الإستفادة الفعلية من عام دراسي غني و مُشبع بالإجازات الرسمية و الإستراحات و المُناسبات التي تأكل معظم أيام العام فضلاً عن الإجازات الإجبارية التي يوقّعها الطلاب بأنفسهم جرياً على القاعدة الذهبية " ما بين إجازتين فهو إجازة " و أحياناً آباؤهم خوفاً على أبنائهم مما لا يُخيف
و ما يتخذه البعض من شهر رمضان المبارك حجة للكسل بحجة عدم القدرة على التركيز و الإستيعاب وقت ما تكون البطون خاوية .
و تمتاز الأعوام الدراسية في المدارس العربية بإجازة اليومين الأسبوعية ـ الخميس و الجمعة غالباً أو الجمعة و السبت ـ و إذا صادف يوم إجازة رسمية أحد أيام الإجازة الأسبوعية فلا بدّ من بديل آخر .
و تبدأ الدراسة من الثامنة صباحاً و يجب أن تنتهي قبل الواحدة ظهراً و بين الموعدين إستراحات عدّة , أي أن الطالب لا يدرس في الأسبوع أكثر من 20 ساعة لجميع مواد المنهاج بما في ذلك الرياضة و النشاطات الأخرى .
و بين الفصلين الدراسيين هناك عطلة الربيع التي تمتد غالباً لأكثر من شهر و عطلة الصيف قد تصبح عطلة الصيف و الخريف , أما المناسبات الوطنية و القومية و الدينية فهي أكثر من أن تحصى و خاصة في الدول متعددة القوميات و الأديان حيث الأسبوع لا يخلو من مناسبة لأحدهم , و هناك العطل الثلجية و العطل المرضية و عطل المسيرات و الكرنفالات الشعبية و الرياضية و الإجازات المزاجية التي تسمح بها المدارس لطلابها لفترة قد تصل لمدة أسبوعين بدون تبرير و شهر مع عذر مُقنع أو غير ذلك
و مدة العام الدراسي في دولة الإمارات على سبيل المثال و هي الأطول في دول الخليج لاتتجاوز و بدون أخذ الإجازات الأسبوعية بعين الإعتبار 130 يوماً من أصل أيام السنة البالغة 365 يوماً , و اعتبر الدكتور جمال المهيري وزير التربية و التعليم و الشباب الإماراتي أن هذه المدة غير كافية للتدريس و أشار إلى أن الوزارة تبذل جهوداً لزيادة هذه المدة بصورة تدريجية حتى تصبح حوالي 180 يوماً
بينما تشتعل المنافسة بين اليابان و الولايات المتحدة الأمريكية حول تفعيل العام الدراسي و زيادة مدته مع العلم بأن مدة العام الدراسي في اليابان تصل إلى 280 يوماً
و في نفس السياق أكد الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي و البحث العلمي أن العام الدراسي بمدته الحالية لا يواكب العصر و لا يلبي احتياجات تطوير التعليم إذ أن كثرة الإجازات لا تصب في مصلحة الطالب بل تعرقل تنفيذ البرامج الدراسية .
و اعتبر الدكتور حنيف حسن مدير جامعة زايد أن قصر مدة العام الدراسي يعزز ثقافة الكسل , مطالباً المسؤولين في وزارة التربية باتخاذ خطوات ضرورية تحد من الإجازات و ترسخ ثقافة العمل بين الطلاب حتى يعتادوا على النظام الجامعي الطويل في عدد أيامه و في عدد ساعات الدراسة اليومية كذلك .